«رمضان أقبل» قصيدة للشاعر محمد كمال أبوعايد

 محمد كمال أبوعايد
 محمد كمال أبوعايد

 رَمَضَانُ أَقبَلَ فَابدَأُوا التِّرحَابَا

وَاستَقبِلُوا الضَّيفَ الَّذِي قَد غَابَا

ضَيفٌ كَرِيمٌ قَد أَتَى بِفَضَائِلٍ

تَشفِي القُلُوبَ وَتَفتَحُ الأَبوَابَا

ضَيفٌ أَطَلَّ بِخَيرِهِ وَعَطَائِهِ

كَسَحَابَةٍ جَاءَت تَجُرُّ سَحَابَا

ضَيفٌ أَصِيلٌ جَاءَنَا ذُو هَيبَةٍ

يُحيِي البِيُوتَ وَيَجمَعُ الأَحبَابَا

هُوَ فِي الشُّهُورِ كَرِيمُهُم وَعَظِيمُهُم

شَهرٌ يَفِيضُ تَكَرُّمًا وَثَوَابَا

قَد أَجزَلَ الرَّحمَنُ فِيهِ عَطَاءَهُ

وَحَبَاهُ فَضلاً وَاسِعًا وَكِتَابَا

فِي لَيلَةِ القَدرِ الَّتِي قَد بُورِكَت

اللَّهُ أَعلَى قَدرَهَا وَأَثَابَا

قُرآنُ رَبِّي قَد تَنَزَّلَ رَحمَةً

لِلنَّاسِ يَهدِي مَن أَتَى وَأَنَابَا

نَزَلَ الكِتَابُ بِآيِهِ وَجَلَالِهِ

لِلعَالَمِينَ مَنَارَةً وَشِهَابَا

نَزَلَ الكِتَابُ عَلَى الحَبِيبِ مُحَمَّدٍ

يَهدِي القُلُوبَ وَيُفهِمُ الأَلبَابَا

النَّصرُ فِي رَمَضَانَ كَانَ مُؤَزَّرًا

نَصرٌ أَذَاقَ المُشرِكِينَ عَذَابَا

فِي يَومِ بَدرٍ كَانَ نَصرًا فَارِقًا

الحَقُّ أَسقَطَ عُصبَةً وَذِئَابَا

وَتَرَسَّخَت فِي الأَرضِ دَعوَةُ أَحمَدٍ

ربُّ الوُجُودِ يُسَبِّبُ الأَسبَابَا

وَلِمِصرَ فِي رَمَضَانَ نَصرٌ سَاحِقٌ

فَوقَ الَّذِينَ استَوطَنُوا الإِرهَابَا

مَن يَقتُلُونَ النَّاسَ فِي طُرُقَاتِهِم 

مَن يَسرِقُونَ الأَرضَ وَالمِحرَابَا

أَذِنَ الإِلَهُ بِأَنَّ مِصرَ تُذِيقُهُم

كَأسَ الهَزِيمَةِ يَومَ عَشرِ شَرَابَا

وَسَيَرجِعُونَ كَمَا أَتُوا لِجُحُورِهِم

فَالأَرضُ تُنبِتُ لِلطُغَاةِ شَبَابَا

سَيُحَرِّرُونَ بِيُوتَهَا وَتُرَابَهَا

لَن يَترُكُوا تَحتَ اليَهُودِ تُرَابَا

القُدسُ تَعرِفُ أَهلَهَا وَأُصُولَهَا

القُدسُ تَلفُظُ أَرضُهَا الأَغرَابَا

شَهرُ المَحَبَّةِ جَاءَكُم فَتَهَلَّلُوا

وَتَجَمَّعُوا فِي لَيلِه أَترَابَا

صَلُّوا القِيَامَ جَمَاعَةً بِتَضَرُّعٍ

مَن يَسأَلِ الرَّحمنَ كَانَ مُجَابَا

غُفرَانُ رَبِّي جَاءَ يَخلُفُ رَحمَةً

وَاللَّهُ يَعتِقُ فِي الخِتَامِ رِقَابَا